أرشيف الأوسمة: نتفليكس

مراجعة الموسم الرابع Stranger Things

كان توقعي أن يشهد الموسم الرابع تراجعاً في بريق أجواء الحكاية وشخصياتها، فقد تأخّر نحو ٣ سنوات، وأبطاله كبروا والموسم الثالث كان جيداً وممتعاً لكنه فقد شيئاً من السحر والجاذبية التي عرفناها في الموسم الأول وامتدت للثاني.
الموسم الرابع إلى الآن، أعاد السحر والبريق، وجدّد الشغف وأوصله إلى ذروته مع الحلقة الرابعة التي كانت أفضل حلقة في هذا الموسم ومن أفضل حلقات المسلسل، ومن بعدها تصاعد التوتر مع قصة بدأت عادية بمسارين في الحلقة الأولى، لتتشعب إلى خمس مسارات تتقاطع أحياناً فيما بينها دون أن تشعر المشاهد بالضياع أو الملل.

هذا المسلسل الذي يستلهم أفلام الثمانينات تحديداً وخاصة أفلام سبيلبرغ وستيفن كينغ وأفلام الرعب التي صنعت تلك المرحلة، يستحضر هنا في هذا الموسم أفلاماً مثل Nightmare on Elm street بشكل أساسي ، مع استضافة بطله روبرت لونغلند في دور صغير، وأيضاً هناك استحضار لفيلم Carry للمخرج برايان دي بالما وفيلم War Games الذي كان أول فيلم تناول موضوع القرصنة والحرب الإلكترونية، و “صمت الحملان” في مشهد رغم أنه من مطلع التسعينيات.

شخصيات جديدة برزت في هذا المسلسل عززت شكل وتنوع الصراعات الدرامية وروح النكتة، منها جوزيف كوين في دور إيدي والذي فيه شبه كبير من روبرت داوني جونيور، ومايسون داي في شخصية جايسون، وشخصية أرغايل ويوري والحارس الروسي (احزروا من؟). كما عاد بقوة مع مساحة حضور أكبر شخصيات مثل موراي وإيريكا.

الملفت في هذا الموسم هو رمزية تقديمه في ثنايا الأحداث لمشكلة الاكتئاب عند المراهقين وآثارها المرعبة والقاتلة وبعض وسائل الخروج منها بعيداً عن الوعظ والمباشرة. وتميز أيضاً بالرجوع إلى ماضي شخصية إلفين الرئيسية.
هذا تقييم وفق السبع حلقات التي عرضت كجزء أول من هذا الموسم، ويبقى حلقتان ستعرضان مطلع الشهر القادم وعندها سيكون التقييم كاملاً، وإلى الآن متفائل.

خليل حنون

فيلم apollo 10+1⁄2: a space age childhood

الفيلم الجديد للمخرج ريتشارد لينكلتر صاحب Boyhood وسلسلة أفلام Before Sunrise ، وقصته عن ولد مراهق تختاره وكالة ناسا للذهاب إلى القمر عام ١٩٦٩ في مهمة تجريبية سرية والسبب أن المركبة التي صنعوها حجمها صغير ولا تناسب حجم رواد الفضاء البالغين. هذه القصة التي نتعرف إليها في أول خمس دقائق من الفيلم ما هي إلا وسيلة لعرض حياة العائلة الأميركية في ستينيات القرن الماضي بحنين واضح لتلك الفترة، وكأنها الفترة الأجمل في تاريخ الولايات المتحدة مقارنة بواقعها اليوم، فترة كانت الأحلام في الأجواء والحرية أكثر براءة، الفيلم مثير للإهتمام للمشاهد الأميركي بالدرجة الأولى نظرا للتفاصيل المتعلقة به والتي تعنيه في المقام الأول وهو غارق بالمحلية، لكن يبقى مثيرا للاهتمام للمشاهد القريب من الثقافة الأميركية ولديه اهتمام بماضيها.
الفيلم أنيمايشن لكن بأسلوب واقعي، إذ جرى تصويره مع ممثلين ثم أضيف مؤثر بصري يعطي الانطباع بأنه فيلم تحريك. وقد استخدم المخرج لينكلتر هذا الأسلوب سابقاً في فيلمين له هما Waking Life و Scanner Darkly

تقييمي 7.5/10 متوفر على نتفليكس.

خليل حنون

عن فيلم The Weekend Away

فيلم تشويق عن امرأة تسافر إلى كرواتيا لقضاء يومين إجازة مع صديقتها التي تختفي في صباح اليوم التالي وسط ظروف غامضة فتبدأ رحلة البحث والتقصي.
قوة الفيلم في أداء ممثليه الرئيسيين “لايتون ميستر” بعينيها المعبرتين عن حيرتها وقلقها والمشاعر التي تخالجها، والفلسطيني “زياد بكري” الذي أدّى بدفء انساني دور اللاجيء السوري الذي يعمل سائق تاكسي ويساعد في عملية البحث.
التشويق في الفيلم قائم على مجموعة من التويستات، قد يبدو بعضها متوقعاً، لكن سيناريو الفيلم مشدود وإن احتوى على بعض الانتقالات السريعة والثغرات التي كانت تحتاج لتمهيد أفضل. ولكن ذلك لا يؤثرا كثيراً على كونه فيلم يصلح لتمضية السهرة دون خيبات.

التقييم: 6.5/10، من الأفلام التي تعيد تقديم شخصية السوري والعربي بطريقة أقرب للواقع بعيداً عن التنميط السلبي الذي كان سائداً في هوليوود.

مراجعة مسلسل البحث عن علا

هناك تشابه واضح بين مسلسل “البحث عن علا” ومسلسل آخر لنتفليكس هو Sweet Magnolias، كلاهما عن إمراة تطلقت من زوجها الدكتور الذي ارتبط بفتاة شابة أصغر منها. ومن أجل تحقيق ذاتها واستقلاليتها تقوم الأم المطلقة مع صديقاتها بعمل مشروع تجميلي، الطلاق مرّ بسلاسة والرجل الأب كان إيجابياً نوعاً ما في علاقته مع طليقته، والتوتر معظمه ينشأ من وجود الشابة المرتبط بها. هنا تقريباً التشابه يتوقف، ويذهب كل مسلسل في اتجاه معالجة مختلف، رغم وجود بعض التشابه لاحقاً في بعض التفاصيل هنا وهناك. “البحث عن علا” يتجه للتمحور حول “علا” فقط في بحثها عن ذاتها كمطلقة، مع أسلوب طريف في مخاطبة المشاهد وتوريطه أو ما يسمى بكسر الجدار الرابع، وهو مستمد ومستمر من “عايزة اتجوز”، المسلسل النتفليكسي الآخر Sweet Magnolias يغوص في العلاقات بين شخصياته وشربكاتها العديدة، عاكساً حال مجتمع البلدات الأميركية، بينما شخصية الأم المطلقة ليست هي المحور والأساس.

في وسط هذا التشابه، نجح المسلسل من جهة الكتابة في صياغة خط قصصي مختلف وممتع في سرده وفي بعض طروحاته، لكنه قام بالتماهي مع جزء كبير من مشتركي نتفليكس في الشرق الاوسط كما تراه المنصة، فهم في الغالب ينتمون لطبقات مرتاحة مادياً بحسب إحصاءات، مع مسايرة واضحة لحالة في الدراما سائدة عربياً وهي “دراما الكومبَوْندات” وهذه أيضاً قالب غير بعيد عن قوالب نتفليكس. و“دراما الكومبَوْندات “ تحتاج إلى دراسة ونقد بشكل منفصل لأنها أصبحت ظاهرة شائعة.
المسلسل حاول أن يكون متفائلاً وباعثاً على الأمل، وبأن حياة المرأة لا تتوقف عند الطلاق، ولكن حتى ضمن هذه المجتمعات في منطقتنا، حال الطلاق وخاصة عند المرأة ليس وردياً وبهذا اللمعان كما قدمه المسلسل، وأضف أن معظم المشاكل الأخرى التي شاهدناها لا تُحلّ على أرض الواقع بمثل هذه السهولة وبكلمتين على الماشي، لذا كان المسلسل في كثير من الأحيان شبيهاً بأفلام أميرات ديزني زمان، بينما الكثيرون كانوا يتطلعون أن يكون المسلسل أقرب إلى تعقيدات الحياة والطلاق على أرض الواقع، ليس المطلوب أن يكون هنا سوداوياً درامياً، لكن أقلّ خفة وأكثر كوميدية، مثل سلفه الجوهرة “عايزة اتجوز”.

التقييم: 6.5/10، هذا أفضل إنتاج عربي لنتفليكس إلى اليوم، إنتاجاً كتابةً وإخراجاً. الممثلة هند صبري هي قلبه وأساسه بخفة روحها وحضورها السلس، حيث تجعل الصعب على الذائقة سهلاً، وترسم ابتسامات على وجوهنا من مشاهد وحوارات قد تبدو أحياناً باهتة أو عادية.وطبعا لا ننسى سوسن بدر الرائعة.

فيلم أصحاب ولا أعز

توليفة الفيلم مضمونة النجاح، فهي تم تجريبها في ١٦ نسخة سابقاً، وبعد النسخة العربية هذه ورقمها ١٧، دخل الفيلم موسوعة جينيس ليصبح أكثر فيلم جرت إعادة صناعته في تاريخ السينما. هذه النسخة العربية اللبنانية يرسخ فيها مفهوم “الصناعة” أكثر من نسخٍ أخرى. لأنها كانت نَسْخاً بالحرف والنقطة والفاصلة عن الفيلم الأصلي الإيطالي المشهور بإسم Perfect Strangers، بينما نجد على سبيل المثال النسخة الفرنسية وعنوانها Le Jeu لم ترتضي هذا النسخ الكامل فاجتهدت في صياغة شخصياتها وفَرْنَسَتِها (جعلها فرنسية) ضمن الممكن، واجتهدت بتوليف النقلات الدرامية بين موقف وآخر بشكل مختلف، وأيضاً تعزيز الربط بين كل ما يحدث دون الوقوع في الفوتوكوبي الكامل للفيلم الأصلي. ولكن هذه المقدمة لا تعني أن النسخة العربية سيئة أو غير جيدة في إمتاع المشاهد وإلقاء الضوء على أزمات موجودة في العلاقات اليومية، والتي تختلف نسبتها وأشكالها بين بيئة وأخرى.

السيء في الموضوع أن يتحول نجاح هذا الفيلم لاحقاً إلى نموذج يُحتذى، ونشهد كمية كبيرة من الانتاجات العربية مستقبلاً هي عبارة عن نسخ ولصق بالميليمتر والسنتيمتر لأعمال غربية ناجحة، ونصبح في حنين إلى أيام السرقة والاقتباس السائدين حالياً، وهناك فرق كبير بين الحالتين، النسخ واللصق، والسرقة والاقتباس.

النسخ واللصق هو أشبه بالفرانشايز Franchise حيث هناك وصفة كاملة للنجاح مجربة أكثر من مرة، تأخذها بمكوناتها أو بال Bible الموضوع لها (كما هو اللفظ المتداول في هذا المجال) تقوم بتنفيذها بحذافيرها وانت مرتاح البال. هذا حصل مراراً وتكراراً مع برامج كثيرة نسختها شاشاتنا مثل Arab Idol و Xfactor وغيرها كثير، واليوم الخوف من أن يكون الدور أتى على الدراما، وهذا الأمر قد يلغي أو يضيق المجال على السينمائي والفنان العربي، ويجعله مجرد منفذ لإبداعات غيره، يعيد تقديمها للإستهلاك وكأنه فرع للوجبات السريعة مثل ماكدونالدز لكن في مجال الدراما.

أما السرقة والاقتباس فهذا حال السينما في المنطقة العربية وغيرها من بلدان العالم منذ البدايات، وليست أمراً جديداً وطارئاً. وهناك اعمال كثيرة مهمة وناجحة كانت عبارة عن اقتباسات أو سرقات أدبية وسينمائية، مثل ألف مبروك، وعصابة حمادة وتوتو، الإمبراطور وسلام يا صاحبي وغيرها كثير. افلام اقتبست الفكرة الأصلية ثم قامت بالإجتهاد في تمصيرها وإعادة صياغة قصتها بما هو أقرب لمشاكل الجمهور المُخاطب وهمومه اليومية. ربما لو كانت حبكة هذا الفيلم ضمن هذا المجال، لأحببت مثلاً أن أشاهد حول الطاولة، رجل دين داعية وربة منزل،أستاذ جامعي ومعالجة نفسية،محامي وطبيبة أسنان، وصحفي، وبعدها لنشهد ماذا سيبدع كتاب السيناريو في هذا الإقتباس من مواقف وردود فعل.

هذه النسخة جيدة في ممثليها، وعادل كرم الحلقة الأضعف بينهم إذ كان مُربَكاً في أدائه، أما الإخراج فحاول أن يكون مختلفاً في طريقة تصوير الأحداث، التي كان الغالب عليها في نُسَخٍ أخرى، ثبات الكاميرا مع تحريكها قليلاً بحسب تصاعد التوتر في الجو. هنا الكاميرا متحركة على الكتف طوال الوقت مع تقطيع سريع في المونتاج، أسلوب لا ينفع كثيراً في هذا النوع من الدراما، لكن المخرج وسام سميرة نجح جداً فيه ويشكل لافت وخاصة أنه فيلمه السينمائي الأول، رغم وجود بعض اللحظات التي كانت تعمل زغولة بسيطة لكنها في النهاية لحظات لا أثر لها على العمل ككل.

تقييم الفيلم ٦ من عشرة بالمقارنة مع النسخة الأصل وغيرها، و٧ من عشرة كتقييم عام. وهذا الفيلم هو أول فيلم عربي من إنتاج نتفليكس.

خليل حنون

فيلم The White Tiger

ترددت كثيراً في مشاهدة هذا الفيلم الهندي، فأنا لا أحب أن أجلس لوحدي أتابع كليشيهات سينما بوليوود ومبالغاتها الطريفة، لأنها مناسبة لجلسة مع العائلة أو الأصدقاء حيث المشاهدة أمتع.
لكن The White Tiger فيلم مختلف، دراما سوداوية تخوض عميقاً في الصراع الدموي داخل نظام اجتماعي صارم وحاد في طبقيته، فالعلاقة في ظاهرها هي بين غني وفقير، لكنها في جوهرها نوع حقير من العبودية صعب الفكاك منه، يدفع الشخصية الهندية إلى مزاولة النفاق في أحط صوره وأقساها. إنه كقن الدجاج، السبيل الوحيد للخروج منه هو الذبح. فكيف سيفرّ بطل الفيلم من مصيره المحتوم، وهو في أدنى السلم الإجتماعي يعيش في بلد وصفها ساخراً :
“وصلت الديموقراطية إلينا قبل أن يصل الصرف الصحي، وما زلنا ننتظره”
لذا الفيلم هو أيضاً عن عفن السياسة والسياسيين وعن الفساد المستشري في كل مفاصل الحياة.

الفيلم جيد الإنتاج وعناصره الفنية متكاملة، والتمثيل ممتاز والحضور الدرامي ملفت حتى عند الكومبارس والشخصيات الثانوية. هذا الفيلم هو النقيض للأمل الوردي في فيلم “مليونير العشوائيات” Slumdog millionaire، ويتقاطع كثيرا مع الكوري Parasite في جوهر العلاقات الطبقية وصراعاتها.


التقييم النهائي 8/10. الفيلم مأخوذ من رواية بنفس العنوان حازت على جائزة البوكر.

خليل حنون

مراجعة مسلسل “مدرسة الروابي للبنات”

بما أنه مسلسل أصلي عربي لنتفليكس فمعظم المراجعة ستكون ضمن هذا الإطار وبالمقارنة مع مسلسل “جن” تحديداً، نظراً للقاسم المشترك في أنه إنتاج أردني ويتوجه لجمهور المراهقين، فيما المسلسل المصري “ما وراء الطبيعة” كان موجهاً لشريحة اجتماعية أوسع، وصانعوه لديهم خبرة درامية متراكمة أفضل على عكس صانعي مسلسل الروابي.

المسلسل يحكي قصة طالبات في مدرسة يتعرضن من زميلاتهن للتنمر يقررن الانتقام من المتنمرات.

هناك مجهود واضح على الصعيد الفني والانتاجي، وشكّل الأمر مفاجأة لي، فقد كان عندي توجس من هذه الناحية. فالتجارب الكوميدية السابقة للمخرجة تيما الشوملي كانت متواضعة الانتاج والإمكانيات الفنية رغم متابعتها العالية من الجمهور، وهذا طبيعي كونها انتاجات بمواصفات اليوتيوب ومواقع التواصل. لكن هنا في مسلسل “مدرسة الروابي للبنات” بدت تيما متمكنة بشكل كبير من معظم أدواتها كمخرجة تخطو خطواتها الأولى خارج عالم السوشال.

ومن العناصر الملفتة في “الروابي” الممثلات الرئيسيات، فالكاستنغ أو الاختيار كان جيداً لما يتمتعن به من حضور على الشاشة، صحيح أن الخبرة تنقص الوجوه الثلاثة الجديدة (أندريا طايع،يارا مصطفى وسلسبيلا) لكن هناك ممثلات ثلاث لديهن خبرة سابقة في التمثيل (نور طاهر،جوانا عريضة، وراكين سعد) ساعد أداءهن في تحفيز المبتدئات درامياً. لكن شهدت بعض المشاهد ضعفا في الأداء عند البعض وسببه بنظري مشاكل في الكتابة وعدم وجود تحضير كافي للمشهد.

المسلسل بشكل عام أفضل من مسلسل جن على صعيد الفكرة وصياغتها الدرامية، لكن المشكلة هي في طول مدة المسلسل، مما سبب تراخي ولحظات يدخل فيها الملل ويتمطى. فهناك بعض المواقف وكأنها مكررة. وهناك التزام “تقليدي” بكتابة السيناريو كان يجب خرقه إخراجياً بوجود لقطات تمهيدية لحدث يمكن الاستغناء عنها دون أدنى تأثير سلبي، بل العكس كان الاستغناء سيشد الإيقاع.
ومن مشاكل الكتابة أنها بدت غربية الطابع أكثر منها أردنية الروح، فالتأثر أو الاقتباس واضح من أفلام ومسلسلات غربية عن التنمر أو تلك التي تدور احداثها بين طلاب المدارس، هناك محاولة واضحة عند كتاب السيناريو لإعطائها بُعد محلي،من الحلقة الثالثة حتى السادسة، لكن كانت تحتاج إلى جهد أفضل.
كتابة الشخصيات احتاج إلى تمهيد أفضل لخلفية أو حال بعض تصرفاتهن والتقلب في المواقف. ولم يكن هناك عناية جيدة بالشخصيات الجانبية، وخاصة شخصيات العائلات، مع وجود استثناءات.

موضوع التنمر والانتقام طرحته أفلام وإنتاجات كثيرة. ربما أول فيلم لافت ومهم كان “كاري” للمخرج برايان دي بالما (إنتاج ١٩٧٦). وهناك صلة بين شخصية البطلة في “كاري” وشخصية مريم في “الروابي” حيث الإصرار على الانتقام رغم اختلاف الحالة النفسية. وشخصية “كاري” بدأ مسار انتقامها من صدمة التنمر الجماعي عليها في غرفة تغيير الملابس، والأمر نفسه حصل مع مريم في هذا المسلسل. لا أدري إذا كانت تيما الشوملي قد استفادت من فيلم “كاري” كونه مرجعية في هذا النوع، فهذا التقاطع كان لافتاً بالنسبة لي.

التقييم: 6/10، لو كانت الحلقة الواحدة نصف ساعة، لكان هناك نسخة من المسلسل مشدودة أكثر مما شاهدناه. لكن يبقى هذا العمل جهداً يستحق التشجيع رغم بعض الضعف والمشاكل التي في ثناياه، ولا ننسى أنه عمل أول لصانعيه وبمواهب أردنية قامت بتنفيذه فنياً من تصوير ومونتاج وتصميم، في بلد تجربته في الدراما قليلة بل شحيحة أحيانا، مقارنة بجيرانه مصر،سوريا، لبنان وفلسطين.

خليل حنون

لماذا خسرت نتفليكس ؟

عند إعلان ترشيحات الغولدن غلوب ، التفت الجميع صوب نتفليكس معجباً بإنجازها، فقد حصلت على ٣٤ ترشيحاً وأقرب منافسيها حصل على ١٥. كانت التوقعات أن تخرج نتفليكس فائزة بربع هذه الترشيحات أو خمسة على الأقل، كيف لا وهي قدمت إنتاجات قوية سينمائياً وتلفزيونيا.

خرجت نتفليكس بالخيبة من حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب في دورته ألـ٧٧، فنصيبها كان جائزتين، أفضل ممثلة مساعدة للورا ديرن عن فيلم “قصة زواج”، وجائزة أفضل ممثلة درامية تلفزيونية لأوليفيا كولمان عن دورها في مسلسل “الملكة”. وجرى الحديث كثيرا على مواقع التواصل عن مؤامرة أو أن السبب هو عداء هوليوود لنتفليكس، لكن ما مدى دقة وصحة هذا الكلام؟

هذا الكلام ممكن لو كان الحفل هو حفل الأوسكار وليس الغولدن غلوب. لأن المصوتين على جائزة الغولدن هم صحافيون أجانب مقيمون في هوليوود وهؤلاء لا يعنيهم صراع النفوذ والمنافسة بين شركات هوليوود ونتفليكس، وإنما تعنيهم الإنتاجات نفسها والمعاملة الجيدة من الشركات، ونتفليكس تعاملهم بنفس معاملة منافساتها لا بل وأفضل. إذن لماذا فشلت وخرجت بالخيبة؟

نتفليكس هي من أسقطت نتفليكس. فعدد الترشيحات الكبير جعلها تتنافس مع نفسها في فئات كثيرة. ففئة أفضل فيلم درامي هناك ثلاث أفلام لنتفليكس تتنافس عليها. فإذا كان هناك أعضاء في الغولدن غلوب متحمسين لنتفليكس فأصواتهم توزعت بين إنتاجاتها وفقدت الزخم المطلوب لإيصال فيلم أو ممثل للفوز.

إذا ماذا عن الأوسكار وهل ستواجه نتفليكس مشاكل؟

أعتقد أن السلبية ضد نتفليكس تتراجع عاماً بعد عام، وستكون محصورة بالتنافس بينها وبين شركات هوليوود وبمجموعة من السينمائيين والممثلين . ويجب أن ننتبه إلى أن قسما كبيرا من العاملين في هوليوود بات يستفيد من وجود نتفليكس. فهي تعتبر للكثير من المخرجين متنفساً لتنفيذ أفلامهم التي ترفض هوليوود إنتاجها أو تضع شروط مزعجة عليها، وفيلم الإيرلندي أكبر مثال. ومن جانب آخر هناك كتاب سيناريو وممثلين وتقنيين أصبحت نتفليكس خبزهم اليومي ومصدر للترزق. وهؤلاء يصوتون على الجائزة الاكبر الأوسكار. ومن يدري فقد يكون حظ نتفليكس أفضل مع الأوسكار!