أرشيف الأوسمة: مراجعة

مراجعة الموسم الرابع Stranger Things

كان توقعي أن يشهد الموسم الرابع تراجعاً في بريق أجواء الحكاية وشخصياتها، فقد تأخّر نحو ٣ سنوات، وأبطاله كبروا والموسم الثالث كان جيداً وممتعاً لكنه فقد شيئاً من السحر والجاذبية التي عرفناها في الموسم الأول وامتدت للثاني.
الموسم الرابع إلى الآن، أعاد السحر والبريق، وجدّد الشغف وأوصله إلى ذروته مع الحلقة الرابعة التي كانت أفضل حلقة في هذا الموسم ومن أفضل حلقات المسلسل، ومن بعدها تصاعد التوتر مع قصة بدأت عادية بمسارين في الحلقة الأولى، لتتشعب إلى خمس مسارات تتقاطع أحياناً فيما بينها دون أن تشعر المشاهد بالضياع أو الملل.

هذا المسلسل الذي يستلهم أفلام الثمانينات تحديداً وخاصة أفلام سبيلبرغ وستيفن كينغ وأفلام الرعب التي صنعت تلك المرحلة، يستحضر هنا في هذا الموسم أفلاماً مثل Nightmare on Elm street بشكل أساسي ، مع استضافة بطله روبرت لونغلند في دور صغير، وأيضاً هناك استحضار لفيلم Carry للمخرج برايان دي بالما وفيلم War Games الذي كان أول فيلم تناول موضوع القرصنة والحرب الإلكترونية، و “صمت الحملان” في مشهد رغم أنه من مطلع التسعينيات.

شخصيات جديدة برزت في هذا المسلسل عززت شكل وتنوع الصراعات الدرامية وروح النكتة، منها جوزيف كوين في دور إيدي والذي فيه شبه كبير من روبرت داوني جونيور، ومايسون داي في شخصية جايسون، وشخصية أرغايل ويوري والحارس الروسي (احزروا من؟). كما عاد بقوة مع مساحة حضور أكبر شخصيات مثل موراي وإيريكا.

الملفت في هذا الموسم هو رمزية تقديمه في ثنايا الأحداث لمشكلة الاكتئاب عند المراهقين وآثارها المرعبة والقاتلة وبعض وسائل الخروج منها بعيداً عن الوعظ والمباشرة. وتميز أيضاً بالرجوع إلى ماضي شخصية إلفين الرئيسية.
هذا تقييم وفق السبع حلقات التي عرضت كجزء أول من هذا الموسم، ويبقى حلقتان ستعرضان مطلع الشهر القادم وعندها سيكون التقييم كاملاً، وإلى الآن متفائل.

خليل حنون

مراجعة فيلم The Outfit

فيلم أنيق بتصويره وتصميم مشاهده، والسيناريو جرت خياطة مواقفه بطريقة ترفع التشويق وتشد المشاهد وتفاجئه بهدوء ومن حيث لم يتوقع وبعيداً عن الصخب. هناك حياكة جيدة للشخصيات ضمن دورها في القصة، وتفاصيل منحت الممثلين مساحة لإظهار مواهبهم، خاصة عند مارك رايلانس المخضرم، والممثل الشاب جوني فلين في دور فرانسيس.

القصة عن محل لخياط إنجليزي في مدينة شيكاغو، تستخدمه العصابات لتبادل الرسائل، ورغم نجاح الخياط في ابقاء نفسه وعمله بعيداً عن المشاكل، إلا أن حدثاً سيجرّه ليتورط في مواقف صعبة.

هذا الفيلم الأول لغراهام مور مخرج الفيلم وكاتبه، فهو سابقاً اشتهر ككاتب سيناريو بعد فوزه بأوسكار أفضل سيناريو مقتبس عن فيلم The Imitation Game ، وموهبته في الكتابة نجحت بعدم الوقوع في فخ القالب المسرحي، فالقصة تحمل عناصر وملامح الكتابة المسرحية، إذ تجري في مكان واحد مغلق، مع شخصيات قليلة، وفترة زمنية محدودة، وهذا شيء كان سيسمح بشيء من الضعف مع حالة من التملل أو طغيان للحوارات، لكن غراهام لديه أيضاً حس المخرج وعين سينمائية، لذا عرف كيف يستغل التصوير والألوان والمونتاج ليكون لها دورها الدرامي والتصاعدي وتوظيفهم في كتابة السيناريو.

التقييم 7.5/10 فيلم مشوّق ممتع لا يدّعي الكثير، ومن نوعية لا تنتج كثيرا هذه الأيام. الممثل مارك رايلنس تدرّب وعمل كخياط من أجل دوره في هذا الفيلم

خليل حنون

فيلم apollo 10+1⁄2: a space age childhood

الفيلم الجديد للمخرج ريتشارد لينكلتر صاحب Boyhood وسلسلة أفلام Before Sunrise ، وقصته عن ولد مراهق تختاره وكالة ناسا للذهاب إلى القمر عام ١٩٦٩ في مهمة تجريبية سرية والسبب أن المركبة التي صنعوها حجمها صغير ولا تناسب حجم رواد الفضاء البالغين. هذه القصة التي نتعرف إليها في أول خمس دقائق من الفيلم ما هي إلا وسيلة لعرض حياة العائلة الأميركية في ستينيات القرن الماضي بحنين واضح لتلك الفترة، وكأنها الفترة الأجمل في تاريخ الولايات المتحدة مقارنة بواقعها اليوم، فترة كانت الأحلام في الأجواء والحرية أكثر براءة، الفيلم مثير للإهتمام للمشاهد الأميركي بالدرجة الأولى نظرا للتفاصيل المتعلقة به والتي تعنيه في المقام الأول وهو غارق بالمحلية، لكن يبقى مثيرا للاهتمام للمشاهد القريب من الثقافة الأميركية ولديه اهتمام بماضيها.
الفيلم أنيمايشن لكن بأسلوب واقعي، إذ جرى تصويره مع ممثلين ثم أضيف مؤثر بصري يعطي الانطباع بأنه فيلم تحريك. وقد استخدم المخرج لينكلتر هذا الأسلوب سابقاً في فيلمين له هما Waking Life و Scanner Darkly

تقييمي 7.5/10 متوفر على نتفليكس.

خليل حنون

The Batman

سأكتب باختصار لتجنب الحرق
فيلم طموح جداً في ما يريد معالجته على صعيد الحبكة والشخصيات، كان سيعتبر تحفة لو جرى انتاجه قبل ثماني سنوات. فهذا الطموح يصطدم عند التصنيف العمري PG13 لأن مستوى السوداوية الحاد والجو الداكن وشخصياته الشريرة والدموية تشعر أنهم يحتاجون لمجال أوسع وأفضل من هذا التصنيف. فهذه الأجواء السوداوية في نسخة نولان مثلاً كانت مرتاحة أكثر مع شخصياتها ومتوازنة مع التصنيف. كتابة The Batman تبدو أيضاً خاضعة وراضخة للمزاجية السائدة في انتاجات هوليوود وضروراتها، وكان الأمر واضحاً في بعض المشاهد ومع وجود بعض الشخصيات. ورغم أنه فيلم مشغول وعامر بالتفاصيل المحمسة ، لكن يبقى هناك قليل من هذه التفاصيل التي كان من الممكن الاستغناء عنها لصالح مسار الفيلم وتجنباً للشعور بالتكرار، مع وضوح أفضل تحتاجه بعض العلاقات بين الشخصيات . ووسط جودة تنفيذ الفيلم، هناك تفصيل كان يجب ألا يمرّ، شخص يتعرض لإطلاق نار وينزف ثم نراه سالماً معافى!

التقييم ٧/١٠ هناك ملامح داخل The Batman تذكرك بثلاثة أفلام لديفيد فينشر (7 ونادي القتال وزودياك) وهنا يقفز في بالك سؤال لذيذ، ماذا لو كان هذا الفيلم من إخراج فينشر ؟

خليل حنون

فيلم Firestarter

هذا الفيلم سيء بالمقارنة مع نسخة عام ١٩٨٤، وهو أيضاً سيء من دون المقارنة معها. فيلم أُنتج ببلادة واضحة لا تهتم أبداً بالتواصل مع المشاهدين ولا جذب أنظارهم ولا تسليتهم وإنما إضاعة وقتهم.

الفيلم مأخوذ عن رواية للكاتب الشهير ستيفن كينغ، في عام ١٩٨٤ تحولت لفيلم لاقى نجاحاً واهتماماً بين الشباب والمراهقين، وتدور قصته حول فتاة لديها موهبة خارقة بإشعال النيران، وهو من الأفلام التي ألهمت صنّاع مسلسل Stranger Things. يومها أكّد على نجومية الموهبة الطفلة الممثلة “درو باريمور” التي جذبت الجمهور بأدائها. لكن في هذه النسخة الجديدة الطفلة الممثلة ركيكة وضعيفة الحضور، أما بقية الممثلين فهم يؤدون أدوارهم على عجل مدركين أنه فيلم للنسيان، على عكس الممثل “زاك إيفرون” الذي أخذ الموضوع بجدية فائقة، وهو لا يدرك أنه أكثر إقناعاً في الأفلام التي يمثل فيها بفانلة.

تقييمي: 2/10 أفضل ما في الفيلم هي الموسيقى التصويرية مع أنها ليست عظيمة، وومع ذلك لا تستاهل أن تكون في هذا الفيلم. 

فيلم أصحاب ولا أعز

توليفة الفيلم مضمونة النجاح، فهي تم تجريبها في ١٦ نسخة سابقاً، وبعد النسخة العربية هذه ورقمها ١٧، دخل الفيلم موسوعة جينيس ليصبح أكثر فيلم جرت إعادة صناعته في تاريخ السينما. هذه النسخة العربية اللبنانية يرسخ فيها مفهوم “الصناعة” أكثر من نسخٍ أخرى. لأنها كانت نَسْخاً بالحرف والنقطة والفاصلة عن الفيلم الأصلي الإيطالي المشهور بإسم Perfect Strangers، بينما نجد على سبيل المثال النسخة الفرنسية وعنوانها Le Jeu لم ترتضي هذا النسخ الكامل فاجتهدت في صياغة شخصياتها وفَرْنَسَتِها (جعلها فرنسية) ضمن الممكن، واجتهدت بتوليف النقلات الدرامية بين موقف وآخر بشكل مختلف، وأيضاً تعزيز الربط بين كل ما يحدث دون الوقوع في الفوتوكوبي الكامل للفيلم الأصلي. ولكن هذه المقدمة لا تعني أن النسخة العربية سيئة أو غير جيدة في إمتاع المشاهد وإلقاء الضوء على أزمات موجودة في العلاقات اليومية، والتي تختلف نسبتها وأشكالها بين بيئة وأخرى.

السيء في الموضوع أن يتحول نجاح هذا الفيلم لاحقاً إلى نموذج يُحتذى، ونشهد كمية كبيرة من الانتاجات العربية مستقبلاً هي عبارة عن نسخ ولصق بالميليمتر والسنتيمتر لأعمال غربية ناجحة، ونصبح في حنين إلى أيام السرقة والاقتباس السائدين حالياً، وهناك فرق كبير بين الحالتين، النسخ واللصق، والسرقة والاقتباس.

النسخ واللصق هو أشبه بالفرانشايز Franchise حيث هناك وصفة كاملة للنجاح مجربة أكثر من مرة، تأخذها بمكوناتها أو بال Bible الموضوع لها (كما هو اللفظ المتداول في هذا المجال) تقوم بتنفيذها بحذافيرها وانت مرتاح البال. هذا حصل مراراً وتكراراً مع برامج كثيرة نسختها شاشاتنا مثل Arab Idol و Xfactor وغيرها كثير، واليوم الخوف من أن يكون الدور أتى على الدراما، وهذا الأمر قد يلغي أو يضيق المجال على السينمائي والفنان العربي، ويجعله مجرد منفذ لإبداعات غيره، يعيد تقديمها للإستهلاك وكأنه فرع للوجبات السريعة مثل ماكدونالدز لكن في مجال الدراما.

أما السرقة والاقتباس فهذا حال السينما في المنطقة العربية وغيرها من بلدان العالم منذ البدايات، وليست أمراً جديداً وطارئاً. وهناك اعمال كثيرة مهمة وناجحة كانت عبارة عن اقتباسات أو سرقات أدبية وسينمائية، مثل ألف مبروك، وعصابة حمادة وتوتو، الإمبراطور وسلام يا صاحبي وغيرها كثير. افلام اقتبست الفكرة الأصلية ثم قامت بالإجتهاد في تمصيرها وإعادة صياغة قصتها بما هو أقرب لمشاكل الجمهور المُخاطب وهمومه اليومية. ربما لو كانت حبكة هذا الفيلم ضمن هذا المجال، لأحببت مثلاً أن أشاهد حول الطاولة، رجل دين داعية وربة منزل،أستاذ جامعي ومعالجة نفسية،محامي وطبيبة أسنان، وصحفي، وبعدها لنشهد ماذا سيبدع كتاب السيناريو في هذا الإقتباس من مواقف وردود فعل.

هذه النسخة جيدة في ممثليها، وعادل كرم الحلقة الأضعف بينهم إذ كان مُربَكاً في أدائه، أما الإخراج فحاول أن يكون مختلفاً في طريقة تصوير الأحداث، التي كان الغالب عليها في نُسَخٍ أخرى، ثبات الكاميرا مع تحريكها قليلاً بحسب تصاعد التوتر في الجو. هنا الكاميرا متحركة على الكتف طوال الوقت مع تقطيع سريع في المونتاج، أسلوب لا ينفع كثيراً في هذا النوع من الدراما، لكن المخرج وسام سميرة نجح جداً فيه ويشكل لافت وخاصة أنه فيلمه السينمائي الأول، رغم وجود بعض اللحظات التي كانت تعمل زغولة بسيطة لكنها في النهاية لحظات لا أثر لها على العمل ككل.

تقييم الفيلم ٦ من عشرة بالمقارنة مع النسخة الأصل وغيرها، و٧ من عشرة كتقييم عام. وهذا الفيلم هو أول فيلم عربي من إنتاج نتفليكس.

خليل حنون

أكثر الأفلام جدلاً Don’t look Up

أكثر فيلم أثار جدلا وانقساماً حاداً حوله هذا العام، بل هو أشبه بالإنفجار وسط عامٍ سينمائي كان شبه ساكن وهاديء إلحدٍّ ما، إذ لم يشهد أي فيلم آخر هذا الشكل من الاهتمام العالمي، فهو من جهة جمع عدداً لافتاً من النجوم الذي رفعوا سقف التوقعات والحماس، ومن جهة أخرى سدّد سهاماً من السخرية السوداء إلى واقع الشراهة السياسية والاقتصادية، وإلى إيقاع حياتنا كبشر وثقافتنا السائدة حالياً، التي تتفاعل مع الترندات والميمز وأخبار المشاهير أكثر من القضايا الحقيقية والمصيرية التي تحدث حولها أو غارقة فيها، ثقافة الهروب الدائم من الواقع، والبحث عن من يجعل أخبار الكوارث والمآسي مشرقة وخفيفة على السمع أو بعيدة عنه، مثل ما ورد على لسان مذيعي البرنامج الصباحي الأميركي في الفيلم.

المخرج “آدم ماكاي” يأخذ نماذج من سينما الكوراث مثل فيلم Armageddon لا ليسخر منها كحال أفلام المحاكاة الكوميدية أو ألـ Parody (كـ Airplane,Scary movies,Naked gun) وإنما ليكون هجاءً ونقداً على غرار فيلم “دكتور سترانجلوف” لكوبريك و”نتوورك” لسيدني لوميت و“مارس أتاكس” لتيم بورتون، والتي بعضُ جيناتها حاضرة في هذا الفيلم ضمن قوالب حوارية ومواقف شبيهة بأسلوب برنامج SNL، حيث كان المخرج “ماكاي” جزءاً أساسياً من فريقه ولسنوات طويلة، وهو هنا نجح في صياغتها ضمن سياق سينمائي جيد ومتماسك فشلت فيه أفلام كوميدية أخرى ظهرت هذا العام وحاولت اللعب على نفس المنوال، فكانت عبارة عن مجرد سكيتشيهات تلفزيونية سيئة التنفيذ وسطحية وركيكة الكتابة ، في مقدمتها كان فيلم إيدي مورفي Coming 2 America.

شخصيات الفيلم الكاريكاتورية لم تقع في التهريج أو التفاهة. نجوم هذا الفيلم أعطوا لها حضورا من أفضل ما يكون، بدءاً بليوناردو ديكابريو الذي في نظري قدّم دوراً مهماً في مسيرته بعد أن غرق من بداياته في الأدوار الدرامية الطابع، ووصل إلى أقصى الممكن مع فيلم “العائد”، وبعده أصبح من الضروري التنويع وإبراز مساحات جديدة في موهبته. البراعة في الأداء الكوميدي لم تكن بارزة سابقاً عند ديكابريو، وبعض التجارب مع سبيلبرغ وفيلم سكورسيزي” ذئب وول ستريت” لم تكن مؤشراً قوياً، وكذلك فيلم تارانتينو “حدث ذات مرة في هوليوود”. هذا الفيلم جعلني أتطلع جداً لمشاهدة ليوناردو في المزيد من الأدوار الكوميدية وأيضاً الشريرة، فدوره في جانغو كان أيضاً مفاجئاً ومدهشاً.

الفيلم شهد عودة موفقة لجينيفر لورانس بعد سنتين من الغياب، وميريل ستريب متمكنة كعادتها. أما كايت بلانشيت فأداؤها الملفت أبرز تفاصيل شخصية المذيعة وروحها دون الحاجة لمزيد من الحوارات. شخصية الملياردير التي أداها الممثل مارك رايلنس هي توليفة لنجوم هذا العصر الرقمي مثل جيف بيزوس،إيلون ماسك، ومارك زوكربيرغ مع إحالة وتحية لشخصية “دكتور سترانجلوف” السايكوباثية. شخصية تيموثي شالاميه كانت ديكوراً زائداً، أما الممثل جوناه هيل فهو الأقل تألقاً.

فيلم “لا تنظر إلى السماء” فيلم جيد من الفكرة إلى التنفيذ رغم وقته الطويل نسبياً . عناصر فنية عدة بينها الكتابة، أستطاعت تجنيب هذا الفيلم سخافة أن يكون مجرد خطاب تهويلي وعظي مباشر في أجندة ليوناردو ديكابريو وحملته التوعوية ضد اخطار التبدل المناخي والاحتباس الحراري، أو بروباغندا أخرى ضد عهد الرئيس ترامب وأنصاره، صحيح أنه هناك اسقاطات واضحة عليه وعلى عهده واقتباسات من خطاباته، إلا ان هذا الفيلم يسدّد سهامه صوب الجميع، فالديموقراطيون وصحافتهم أيضاً غير بريئين من لعبة المصالح الضيقة التي تأتي على حساب كل شيء.

التقييم: 8/10 النيزك الذي يهرول صوب الارض ويهددها بالفناء، هو الكارثة المناخية التي تهرول صوبنا الآن ولا نلتفت إليها كثيراً رغم كوارثها الواضحة. قرار الحروب يتخذونه في ليلة قبل ضحاها وقبل أي مؤتمر أو قمة، والقرار لوقف ظواهر فناء الحياة على هذا الكوكب لم تنجح فيه عشرات قمم المناخ، وهذا الفيلم لن ينجح أيضاً، لكنه يبقى صرخة ساخرة.

خليل حنون

فيلم The White Tiger

ترددت كثيراً في مشاهدة هذا الفيلم الهندي، فأنا لا أحب أن أجلس لوحدي أتابع كليشيهات سينما بوليوود ومبالغاتها الطريفة، لأنها مناسبة لجلسة مع العائلة أو الأصدقاء حيث المشاهدة أمتع.
لكن The White Tiger فيلم مختلف، دراما سوداوية تخوض عميقاً في الصراع الدموي داخل نظام اجتماعي صارم وحاد في طبقيته، فالعلاقة في ظاهرها هي بين غني وفقير، لكنها في جوهرها نوع حقير من العبودية صعب الفكاك منه، يدفع الشخصية الهندية إلى مزاولة النفاق في أحط صوره وأقساها. إنه كقن الدجاج، السبيل الوحيد للخروج منه هو الذبح. فكيف سيفرّ بطل الفيلم من مصيره المحتوم، وهو في أدنى السلم الإجتماعي يعيش في بلد وصفها ساخراً :
“وصلت الديموقراطية إلينا قبل أن يصل الصرف الصحي، وما زلنا ننتظره”
لذا الفيلم هو أيضاً عن عفن السياسة والسياسيين وعن الفساد المستشري في كل مفاصل الحياة.

الفيلم جيد الإنتاج وعناصره الفنية متكاملة، والتمثيل ممتاز والحضور الدرامي ملفت حتى عند الكومبارس والشخصيات الثانوية. هذا الفيلم هو النقيض للأمل الوردي في فيلم “مليونير العشوائيات” Slumdog millionaire، ويتقاطع كثيرا مع الكوري Parasite في جوهر العلاقات الطبقية وصراعاتها.


التقييم النهائي 8/10. الفيلم مأخوذ من رواية بنفس العنوان حازت على جائزة البوكر.

خليل حنون

مراجعة مسلسل “مدرسة الروابي للبنات”

بما أنه مسلسل أصلي عربي لنتفليكس فمعظم المراجعة ستكون ضمن هذا الإطار وبالمقارنة مع مسلسل “جن” تحديداً، نظراً للقاسم المشترك في أنه إنتاج أردني ويتوجه لجمهور المراهقين، فيما المسلسل المصري “ما وراء الطبيعة” كان موجهاً لشريحة اجتماعية أوسع، وصانعوه لديهم خبرة درامية متراكمة أفضل على عكس صانعي مسلسل الروابي.

المسلسل يحكي قصة طالبات في مدرسة يتعرضن من زميلاتهن للتنمر يقررن الانتقام من المتنمرات.

هناك مجهود واضح على الصعيد الفني والانتاجي، وشكّل الأمر مفاجأة لي، فقد كان عندي توجس من هذه الناحية. فالتجارب الكوميدية السابقة للمخرجة تيما الشوملي كانت متواضعة الانتاج والإمكانيات الفنية رغم متابعتها العالية من الجمهور، وهذا طبيعي كونها انتاجات بمواصفات اليوتيوب ومواقع التواصل. لكن هنا في مسلسل “مدرسة الروابي للبنات” بدت تيما متمكنة بشكل كبير من معظم أدواتها كمخرجة تخطو خطواتها الأولى خارج عالم السوشال.

ومن العناصر الملفتة في “الروابي” الممثلات الرئيسيات، فالكاستنغ أو الاختيار كان جيداً لما يتمتعن به من حضور على الشاشة، صحيح أن الخبرة تنقص الوجوه الثلاثة الجديدة (أندريا طايع،يارا مصطفى وسلسبيلا) لكن هناك ممثلات ثلاث لديهن خبرة سابقة في التمثيل (نور طاهر،جوانا عريضة، وراكين سعد) ساعد أداءهن في تحفيز المبتدئات درامياً. لكن شهدت بعض المشاهد ضعفا في الأداء عند البعض وسببه بنظري مشاكل في الكتابة وعدم وجود تحضير كافي للمشهد.

المسلسل بشكل عام أفضل من مسلسل جن على صعيد الفكرة وصياغتها الدرامية، لكن المشكلة هي في طول مدة المسلسل، مما سبب تراخي ولحظات يدخل فيها الملل ويتمطى. فهناك بعض المواقف وكأنها مكررة. وهناك التزام “تقليدي” بكتابة السيناريو كان يجب خرقه إخراجياً بوجود لقطات تمهيدية لحدث يمكن الاستغناء عنها دون أدنى تأثير سلبي، بل العكس كان الاستغناء سيشد الإيقاع.
ومن مشاكل الكتابة أنها بدت غربية الطابع أكثر منها أردنية الروح، فالتأثر أو الاقتباس واضح من أفلام ومسلسلات غربية عن التنمر أو تلك التي تدور احداثها بين طلاب المدارس، هناك محاولة واضحة عند كتاب السيناريو لإعطائها بُعد محلي،من الحلقة الثالثة حتى السادسة، لكن كانت تحتاج إلى جهد أفضل.
كتابة الشخصيات احتاج إلى تمهيد أفضل لخلفية أو حال بعض تصرفاتهن والتقلب في المواقف. ولم يكن هناك عناية جيدة بالشخصيات الجانبية، وخاصة شخصيات العائلات، مع وجود استثناءات.

موضوع التنمر والانتقام طرحته أفلام وإنتاجات كثيرة. ربما أول فيلم لافت ومهم كان “كاري” للمخرج برايان دي بالما (إنتاج ١٩٧٦). وهناك صلة بين شخصية البطلة في “كاري” وشخصية مريم في “الروابي” حيث الإصرار على الانتقام رغم اختلاف الحالة النفسية. وشخصية “كاري” بدأ مسار انتقامها من صدمة التنمر الجماعي عليها في غرفة تغيير الملابس، والأمر نفسه حصل مع مريم في هذا المسلسل. لا أدري إذا كانت تيما الشوملي قد استفادت من فيلم “كاري” كونه مرجعية في هذا النوع، فهذا التقاطع كان لافتاً بالنسبة لي.

التقييم: 6/10، لو كانت الحلقة الواحدة نصف ساعة، لكان هناك نسخة من المسلسل مشدودة أكثر مما شاهدناه. لكن يبقى هذا العمل جهداً يستحق التشجيع رغم بعض الضعف والمشاكل التي في ثناياه، ولا ننسى أنه عمل أول لصانعيه وبمواهب أردنية قامت بتنفيذه فنياً من تصوير ومونتاج وتصميم، في بلد تجربته في الدراما قليلة بل شحيحة أحيانا، مقارنة بجيرانه مصر،سوريا، لبنان وفلسطين.

خليل حنون

مراجعة فيلم Shaft  ٢٠١٩

مراجعة فيلم Shaft  ٢٠١٩

بالمقارنة مع الفيلم الأول الذي أنتج قبل ١٩ عاماً، يبدو هذا الفيلم وكأنه حلقة تلفزيونية بحوارات أشبه بالثرثرة وأحداث قليلة بليدة معروفة النتيجة والخلطة. النصف ساعة من فيلم شافت (عام ٢٠٠٠) نستطيع أن نصنع منها فيلمين إذا أعدنا صياغتها بحسب إيقاع هذا الفيلم التلفزيوني.

والمثل يقولإذا عرف االسبب بطل العجبفكاتب القصة والسيناريوكينيا باريساختصاصه الأصلي برامج ومسلسلات تلفزيونية والمخرجتيم ستوريلم يلمع اسمه في السينما فاتجه للشاشة الصغيرة وخرج منها ليقدم لنا هذه النسخة الهزيلة من شافت.

هذا الفيلم ينفع طلاب السينما فبالمقارنة بينه وبين نسخة عام ٢٠٠٠ السينمائية الجيدة نستطيع أن ننتبه ونتعلم الفرق بين الكتابة للتلفزيون أو الإذاعة وبين الكتابة للفن السابع، وبين صياغة شخصيات مثيرة للاهتمام في مقابل شخصيات مثيرة للشفقة أو عدم الاكتراث، حتى ولو كان شافت هو مجرد فيلم مطاردات تجاري.

التقييم 4/10 احتراماً للـ MF الكبير الذي يمتعك بحضوره ويجذبك حتى ولو جلس وثرثر على طول الفيلم.

shaft2019_01-1170x658

 

 

 

خليل حنون