أرشيف الأوسمة: الأوسكار

مراجعة فيلم The Outfit

فيلم أنيق بتصويره وتصميم مشاهده، والسيناريو جرت خياطة مواقفه بطريقة ترفع التشويق وتشد المشاهد وتفاجئه بهدوء ومن حيث لم يتوقع وبعيداً عن الصخب. هناك حياكة جيدة للشخصيات ضمن دورها في القصة، وتفاصيل منحت الممثلين مساحة لإظهار مواهبهم، خاصة عند مارك رايلانس المخضرم، والممثل الشاب جوني فلين في دور فرانسيس.

القصة عن محل لخياط إنجليزي في مدينة شيكاغو، تستخدمه العصابات لتبادل الرسائل، ورغم نجاح الخياط في ابقاء نفسه وعمله بعيداً عن المشاكل، إلا أن حدثاً سيجرّه ليتورط في مواقف صعبة.

هذا الفيلم الأول لغراهام مور مخرج الفيلم وكاتبه، فهو سابقاً اشتهر ككاتب سيناريو بعد فوزه بأوسكار أفضل سيناريو مقتبس عن فيلم The Imitation Game ، وموهبته في الكتابة نجحت بعدم الوقوع في فخ القالب المسرحي، فالقصة تحمل عناصر وملامح الكتابة المسرحية، إذ تجري في مكان واحد مغلق، مع شخصيات قليلة، وفترة زمنية محدودة، وهذا شيء كان سيسمح بشيء من الضعف مع حالة من التملل أو طغيان للحوارات، لكن غراهام لديه أيضاً حس المخرج وعين سينمائية، لذا عرف كيف يستغل التصوير والألوان والمونتاج ليكون لها دورها الدرامي والتصاعدي وتوظيفهم في كتابة السيناريو.

التقييم 7.5/10 فيلم مشوّق ممتع لا يدّعي الكثير، ومن نوعية لا تنتج كثيرا هذه الأيام. الممثل مارك رايلنس تدرّب وعمل كخياط من أجل دوره في هذا الفيلم

خليل حنون

فيلم The White Tiger

ترددت كثيراً في مشاهدة هذا الفيلم الهندي، فأنا لا أحب أن أجلس لوحدي أتابع كليشيهات سينما بوليوود ومبالغاتها الطريفة، لأنها مناسبة لجلسة مع العائلة أو الأصدقاء حيث المشاهدة أمتع.
لكن The White Tiger فيلم مختلف، دراما سوداوية تخوض عميقاً في الصراع الدموي داخل نظام اجتماعي صارم وحاد في طبقيته، فالعلاقة في ظاهرها هي بين غني وفقير، لكنها في جوهرها نوع حقير من العبودية صعب الفكاك منه، يدفع الشخصية الهندية إلى مزاولة النفاق في أحط صوره وأقساها. إنه كقن الدجاج، السبيل الوحيد للخروج منه هو الذبح. فكيف سيفرّ بطل الفيلم من مصيره المحتوم، وهو في أدنى السلم الإجتماعي يعيش في بلد وصفها ساخراً :
“وصلت الديموقراطية إلينا قبل أن يصل الصرف الصحي، وما زلنا ننتظره”
لذا الفيلم هو أيضاً عن عفن السياسة والسياسيين وعن الفساد المستشري في كل مفاصل الحياة.

الفيلم جيد الإنتاج وعناصره الفنية متكاملة، والتمثيل ممتاز والحضور الدرامي ملفت حتى عند الكومبارس والشخصيات الثانوية. هذا الفيلم هو النقيض للأمل الوردي في فيلم “مليونير العشوائيات” Slumdog millionaire، ويتقاطع كثيرا مع الكوري Parasite في جوهر العلاقات الطبقية وصراعاتها.


التقييم النهائي 8/10. الفيلم مأخوذ من رواية بنفس العنوان حازت على جائزة البوكر.

خليل حنون

لماذا خسرت نتفليكس ؟

عند إعلان ترشيحات الغولدن غلوب ، التفت الجميع صوب نتفليكس معجباً بإنجازها، فقد حصلت على ٣٤ ترشيحاً وأقرب منافسيها حصل على ١٥. كانت التوقعات أن تخرج نتفليكس فائزة بربع هذه الترشيحات أو خمسة على الأقل، كيف لا وهي قدمت إنتاجات قوية سينمائياً وتلفزيونيا.

خرجت نتفليكس بالخيبة من حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب في دورته ألـ٧٧، فنصيبها كان جائزتين، أفضل ممثلة مساعدة للورا ديرن عن فيلم “قصة زواج”، وجائزة أفضل ممثلة درامية تلفزيونية لأوليفيا كولمان عن دورها في مسلسل “الملكة”. وجرى الحديث كثيرا على مواقع التواصل عن مؤامرة أو أن السبب هو عداء هوليوود لنتفليكس، لكن ما مدى دقة وصحة هذا الكلام؟

هذا الكلام ممكن لو كان الحفل هو حفل الأوسكار وليس الغولدن غلوب. لأن المصوتين على جائزة الغولدن هم صحافيون أجانب مقيمون في هوليوود وهؤلاء لا يعنيهم صراع النفوذ والمنافسة بين شركات هوليوود ونتفليكس، وإنما تعنيهم الإنتاجات نفسها والمعاملة الجيدة من الشركات، ونتفليكس تعاملهم بنفس معاملة منافساتها لا بل وأفضل. إذن لماذا فشلت وخرجت بالخيبة؟

نتفليكس هي من أسقطت نتفليكس. فعدد الترشيحات الكبير جعلها تتنافس مع نفسها في فئات كثيرة. ففئة أفضل فيلم درامي هناك ثلاث أفلام لنتفليكس تتنافس عليها. فإذا كان هناك أعضاء في الغولدن غلوب متحمسين لنتفليكس فأصواتهم توزعت بين إنتاجاتها وفقدت الزخم المطلوب لإيصال فيلم أو ممثل للفوز.

إذا ماذا عن الأوسكار وهل ستواجه نتفليكس مشاكل؟

أعتقد أن السلبية ضد نتفليكس تتراجع عاماً بعد عام، وستكون محصورة بالتنافس بينها وبين شركات هوليوود وبمجموعة من السينمائيين والممثلين . ويجب أن ننتبه إلى أن قسما كبيرا من العاملين في هوليوود بات يستفيد من وجود نتفليكس. فهي تعتبر للكثير من المخرجين متنفساً لتنفيذ أفلامهم التي ترفض هوليوود إنتاجها أو تضع شروط مزعجة عليها، وفيلم الإيرلندي أكبر مثال. ومن جانب آخر هناك كتاب سيناريو وممثلين وتقنيين أصبحت نتفليكس خبزهم اليومي ومصدر للترزق. وهؤلاء يصوتون على الجائزة الاكبر الأوسكار. ومن يدري فقد يكون حظ نتفليكس أفضل مع الأوسكار!