أرشيف التصنيف: جوائز

هل فاز الكلب بأول أوسكار؟

راجت مؤخراً معلومة خاطئة حول الأوسكار، وهي أن الكلب “رن تان تان” هو من فاز بالتصويت عن فئة أفضل ممثل في أول حفل أقيم للأوسكار عام ١٩٢٩، وبأن أعضاء الأكاديمية رأوا أن هذه النتيجة ستجلب السخرية للجائزة وستؤثر على قيمتها بنظر الجمهور، لذا اختاروا الممثل “إيميل جانينغز” الذي وبحسب الخبرية حل ثانياً في التصويت.

هذه المعلومة كانت عبارة عن شائعة إنطلقت من نكتة ساخرة على لسان المنتج “داريل زانوك” الذي كان ينتقد جائزة الأوسكار أول ما سمع بها وقال إن حصلت فإنها ستذهب للكلب “رن تان تان”. كما أن نوعية الأفلام التي ظهر فيها الكلب كانت أفلام B movies وهي رغم شعبيتها لا تحمل قيمة فنية تؤهلها للترشح. هذا عدا أن الأعضاء المصوتين يومها للأوسكار كانوا من النخبة وكان من الصعب ان يخوضوا في مثل هذا الأمر.

الكاتبة “سوزان أورلين” كانت وراء تحويل الشائعة-النكتة إلى معلومة حقيقة وترسيخها في الأذهان، عندما أوردتها في كتابها عن الكلب “رن تان تان” مؤكدةً حصولها دون أن تذكر مراجعها. وتعرضت لاحقاً للكثير من الانتقاد على هذا التسرع.

الكلب “رن تان تان” كان من أكثر الشخصيات السينمائية جماهيرية في العشرينات ومطلع الثلاثينات، وهو ظهر في نحو ٢٧ فيلماً ، وكان السبب في انتقال شركة “وارنر” من شركة إنتاج صغيرة إلى عملاق من عمالقة هوليوود. كما أنه كان أكثر وفاءً من الممثل “إيميل جانينغز” الذي عاد إلى موطنه الأم ألمانيا وعمل أفلاماً دعائية لهتلر. وربما هذا الأمر ساهم في الميل صوب الشائعة لأن الكلب كان يستاهل أكثر من هذا الخائن.

لماذا خسرت نتفليكس ؟

عند إعلان ترشيحات الغولدن غلوب ، التفت الجميع صوب نتفليكس معجباً بإنجازها، فقد حصلت على ٣٤ ترشيحاً وأقرب منافسيها حصل على ١٥. كانت التوقعات أن تخرج نتفليكس فائزة بربع هذه الترشيحات أو خمسة على الأقل، كيف لا وهي قدمت إنتاجات قوية سينمائياً وتلفزيونيا.

خرجت نتفليكس بالخيبة من حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب في دورته ألـ٧٧، فنصيبها كان جائزتين، أفضل ممثلة مساعدة للورا ديرن عن فيلم “قصة زواج”، وجائزة أفضل ممثلة درامية تلفزيونية لأوليفيا كولمان عن دورها في مسلسل “الملكة”. وجرى الحديث كثيرا على مواقع التواصل عن مؤامرة أو أن السبب هو عداء هوليوود لنتفليكس، لكن ما مدى دقة وصحة هذا الكلام؟

هذا الكلام ممكن لو كان الحفل هو حفل الأوسكار وليس الغولدن غلوب. لأن المصوتين على جائزة الغولدن هم صحافيون أجانب مقيمون في هوليوود وهؤلاء لا يعنيهم صراع النفوذ والمنافسة بين شركات هوليوود ونتفليكس، وإنما تعنيهم الإنتاجات نفسها والمعاملة الجيدة من الشركات، ونتفليكس تعاملهم بنفس معاملة منافساتها لا بل وأفضل. إذن لماذا فشلت وخرجت بالخيبة؟

نتفليكس هي من أسقطت نتفليكس. فعدد الترشيحات الكبير جعلها تتنافس مع نفسها في فئات كثيرة. ففئة أفضل فيلم درامي هناك ثلاث أفلام لنتفليكس تتنافس عليها. فإذا كان هناك أعضاء في الغولدن غلوب متحمسين لنتفليكس فأصواتهم توزعت بين إنتاجاتها وفقدت الزخم المطلوب لإيصال فيلم أو ممثل للفوز.

إذا ماذا عن الأوسكار وهل ستواجه نتفليكس مشاكل؟

أعتقد أن السلبية ضد نتفليكس تتراجع عاماً بعد عام، وستكون محصورة بالتنافس بينها وبين شركات هوليوود وبمجموعة من السينمائيين والممثلين . ويجب أن ننتبه إلى أن قسما كبيرا من العاملين في هوليوود بات يستفيد من وجود نتفليكس. فهي تعتبر للكثير من المخرجين متنفساً لتنفيذ أفلامهم التي ترفض هوليوود إنتاجها أو تضع شروط مزعجة عليها، وفيلم الإيرلندي أكبر مثال. ومن جانب آخر هناك كتاب سيناريو وممثلين وتقنيين أصبحت نتفليكس خبزهم اليومي ومصدر للترزق. وهؤلاء يصوتون على الجائزة الاكبر الأوسكار. ومن يدري فقد يكون حظ نتفليكس أفضل مع الأوسكار!