هناك تشابه واضح بين مسلسل “البحث عن علا” ومسلسل آخر لنتفليكس هو Sweet Magnolias، كلاهما عن إمراة تطلقت من زوجها الدكتور الذي ارتبط بفتاة شابة أصغر منها. ومن أجل تحقيق ذاتها واستقلاليتها تقوم الأم المطلقة مع صديقاتها بعمل مشروع تجميلي، الطلاق مرّ بسلاسة والرجل الأب كان إيجابياً نوعاً ما في علاقته مع طليقته، والتوتر معظمه ينشأ من وجود الشابة المرتبط بها. هنا تقريباً التشابه يتوقف، ويذهب كل مسلسل في اتجاه معالجة مختلف، رغم وجود بعض التشابه لاحقاً في بعض التفاصيل هنا وهناك. “البحث عن علا” يتجه للتمحور حول “علا” فقط في بحثها عن ذاتها كمطلقة، مع أسلوب طريف في مخاطبة المشاهد وتوريطه أو ما يسمى بكسر الجدار الرابع، وهو مستمد ومستمر من “عايزة اتجوز”، المسلسل النتفليكسي الآخر Sweet Magnolias يغوص في العلاقات بين شخصياته وشربكاتها العديدة، عاكساً حال مجتمع البلدات الأميركية، بينما شخصية الأم المطلقة ليست هي المحور والأساس.
في وسط هذا التشابه، نجح المسلسل من جهة الكتابة في صياغة خط قصصي مختلف وممتع في سرده وفي بعض طروحاته، لكنه قام بالتماهي مع جزء كبير من مشتركي نتفليكس في الشرق الاوسط كما تراه المنصة، فهم في الغالب ينتمون لطبقات مرتاحة مادياً بحسب إحصاءات، مع مسايرة واضحة لحالة في الدراما سائدة عربياً وهي “دراما الكومبَوْندات” وهذه أيضاً قالب غير بعيد عن قوالب نتفليكس. و“دراما الكومبَوْندات “ تحتاج إلى دراسة ونقد بشكل منفصل لأنها أصبحت ظاهرة شائعة.
المسلسل حاول أن يكون متفائلاً وباعثاً على الأمل، وبأن حياة المرأة لا تتوقف عند الطلاق، ولكن حتى ضمن هذه المجتمعات في منطقتنا، حال الطلاق وخاصة عند المرأة ليس وردياً وبهذا اللمعان كما قدمه المسلسل، وأضف أن معظم المشاكل الأخرى التي شاهدناها لا تُحلّ على أرض الواقع بمثل هذه السهولة وبكلمتين على الماشي، لذا كان المسلسل في كثير من الأحيان شبيهاً بأفلام أميرات ديزني زمان، بينما الكثيرون كانوا يتطلعون أن يكون المسلسل أقرب إلى تعقيدات الحياة والطلاق على أرض الواقع، ليس المطلوب أن يكون هنا سوداوياً درامياً، لكن أقلّ خفة وأكثر كوميدية، مثل سلفه الجوهرة “عايزة اتجوز”.

التقييم: 6.5/10، هذا أفضل إنتاج عربي لنتفليكس إلى اليوم، إنتاجاً كتابةً وإخراجاً. الممثلة هند صبري هي قلبه وأساسه بخفة روحها وحضورها السلس، حيث تجعل الصعب على الذائقة سهلاً، وترسم ابتسامات على وجوهنا من مشاهد وحوارات قد تبدو أحياناً باهتة أو عادية.وطبعا لا ننسى سوسن بدر الرائعة.