أصغر فرهادي وفيلم أميرة

في حوار مع مجلة (سكرين دايلي) يقول المخرج الإيراني “أصغر فرهادي” أن غايته عند صناعة فيلم هو جمهور بلده إيران، فهو الجمهور المستهدف والأهم عنده ويجب أن يشاهده قبل أي شعب آخر. وأن نجاحه العالمي وفوزه بأوسكارين لم يجعلاه يغير طريقة صنعه للأفلام أبداً، وهو يستلهمها من حياته الشخصية ومن علاقاته مع الناس. وأشار أنه لم يبدأ بكتابة سيناريو فيلمه الأخير “بطل”، إلا بعد أن زار الأماكن وتعرف على الناس الموجودة فيها وما تعنيه لهم، وخاصة مشهد افتتاحية الفيلم الذي صوّره في أهم مكان تاريخي يتماهى معه الإيرانيون كرمز حضاري.

صُنّاع فيلم “أميرة” كانوا بعيدين عن كل ما ذكره فرهادي. فهم لم يضعوا في بالهم الجمهور الفلسطيني والعربي، ولم يبذلوا الجهد المطلوب والكافي لفهم تفاصيل وروح فكرة تهريب النطف، ولم يتعرفوا على ناسها وأصحابها، وتكاسلوا في فهم تفاصيل كثيرة وخطيرة، ولو أمعنوا النظر قليلاً حولهم لتفادوا الحرج في كثير من التجاوزات الموجودة في الفيلم.
لكن الجيد أنهم أدركوا خطأهم، وسحبوا الفيلم من الترشح للأوسكار، ما حصل من هجوم على الفيلم هو يعتبر فرصة في سوق الترشيحات، فصنّاع فيلم “أميرة” كان بإمكانهم استغلال غضب الناس والضجة حوله لرفع حظوظ “أميرة” في الترشح للجائزة الأشهر في العالم وغيرها، فموسم الجوائز السينمائية الأهم سنوياً انطلق في ديسمبر ويستمر حتى أبريل٢٠٢٢.

صناع فيلم “أميرة” أخطأوا في تعاملهم مع موضوع الفيلم، والنتيجة التي شاهدناها لا تعتبر فعل خيانة وبأنهم تعمدوا الإساءة، وإنما غفلة وغفوة وثقة زائدة بالنفس، أضف أن ما وقعوا فيه هو حالة عامة في السينما العربية، الأخطاء والإهمال في فيلم أميرة من ناحية المعالجة الدرامية والفنية تجدها في غالب ما ينتج اليوم عربياً وبشكل متفاوت، لكن الفارق أن فيلم”أميرة” تناول موضوعاً يمس قضية مهمة في النضال والصمود الفلسطيني لا مجال للفزلكات الإبداعية فيها أو الإخفاق.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s