إشاعات سينمائية ١

وصلتني هذه الاستفسارات عن هذه المواضيع إذا كانت صحيحة أم إشاعة، لأنها تتداول بشدة على مواقع التواصل:

-هل روان أتكنسون ميّت ؟
-لا إنه حي يرزق وهذه صور حديثة من موقع تصوير مسلسله الجديد مع نتفليكس وعنوانه رجل يواجه نحلة Man Vs Bee.

-هل روان أتكنسون سيظهر في الموسم القادم من مسلسل بيكي بلايندرز بدور هتلر؟

-لا لن يظهر في المسلسل أبداً، لا في دور هتلر ولا غيره.

-هل سيظهر ديفيد بيكهام في بيكي بلايندرز ؟

-لا تأكيدات، ربما يظهر في دور قصير ثانوي كـ cameo أي مفاجأة.

-هل فين دينزل قبض مبلغ 54.5 مليون دولار لمجرد قولهأنا غروتفي حراس المجرة ؟

-لا غير صحيح.

خليل حنون

مراجعة لفيلم نتفليكس Sweet Girl

هذا الفيلم عبارة عن: مشاهد مستلفة من كذا فيلم، حوارات مرّت على أكثر من مئة فيلم قبل أن يكتبوها هنا، ونصف ربع حبكة من هناك، وتكرير لمواقف ومطاردات. كل هذا نستطيع ضربه في خلّاط وشربه على مضض والأمور تمشي، إلا التويست الرهيبة التي لا أدري أي حماقة دفعت بكتّاب السيناريو الثلاثة إلى ابتداعها، تويست الفيلم بمنتهى البلاهة والبلادة الإبداعية. ونتفليكس مصرّة إصراراً على أن تأتي بالأسوأ في كل مرة، لا أدري لماذا هذا الإصرار على إنتاج النفايات الفنية؟

لا أعتقد أن هناك شركة هوليوودية كبرى أصبح لديها هذه النسبة من السيء مصل نتفليكس، بين كل عشرة أفلام سيئة أو ممجوجة يصادفك إنتاج متوسط أو جيد. أما الإنتاجات “المميزة” فتخبئها نتفليكس لنهاية العام حتى تشارك بها في الأوسكار، وهي عادة تكون بمعدل ٣ أفلام، تزيد أو تنقص. هذا الإصرار على السيء سيكون واحداً من أسباب تراجع نتفليكس أمام المنافسين مثل ديزني و HBO وأمازون، صحيح أنهم لا ينتجون بحجم الكمية التي تنتجها نتفليكس، لكن على الأقل أن السيء عندهم هو مقبول وقليل بالمقارنة مع سيء نتفليكس.

فيلم Sweet girl هو فيلم انتقام آخر، رجل تموت زوجته بسبب شركة حرمتها الدواء فيسعى للانتقام مع ابنته. منالبداية تشعر أنك أمام شيء مكرر من أفلام التسعينات، حتى أنه يستعير مباشرة مشهد من فيلم Heat وهو اللقاء بين دينيرو وباتشينو في المطعم، إضافة لرشة من بهارات “جون ويك” وجايسون بورن” لكن صلاحيتها منتهية. هذا عدا أخطاء كان أبرزها أن مشاهد العراك التي تدور في أماكن عامة يختفي فجأة الناس، وتصبح كأنها تدور في صحراء قاحلة لا أحد يرى ويسمع العراك والصراخ والتكسير وإطلاق الرصاص !!

التقييم: واحد ونص من عشرة، المشكلة أن هذه التويست المفاجئة بغبائها جعلت كل شيء ينهار ويتداعى مع شعور عارم بإضاعة الوقت، هناك تمثيل جيد وخاصة البنت، وهناك مشاهد قتال وعراك تشدّ المشاهد في لحظتها فقط، لأنها غير متميزة ولا تبقى في البال. نتفليكس يجب أن يحسب لها الحساب أكثر، فهي أصبحت متخصصة في إضاعة الوقت وليس تمضيته كما هو مفترض، ومن الآن فصاعداً الأفضل أن أطلع على تقييمات أي فيلم تنتجه قبل أن أتهور بالمشاهدة، حتى لو كان الفيلم لتارانتينو أو نولان أو سلّومة الأقرع.

خليل حنون

مراجعة مسلسل “مدرسة الروابي للبنات”

بما أنه مسلسل أصلي عربي لنتفليكس فمعظم المراجعة ستكون ضمن هذا الإطار وبالمقارنة مع مسلسل “جن” تحديداً، نظراً للقاسم المشترك في أنه إنتاج أردني ويتوجه لجمهور المراهقين، فيما المسلسل المصري “ما وراء الطبيعة” كان موجهاً لشريحة اجتماعية أوسع، وصانعوه لديهم خبرة درامية متراكمة أفضل على عكس صانعي مسلسل الروابي.

المسلسل يحكي قصة طالبات في مدرسة يتعرضن من زميلاتهن للتنمر يقررن الانتقام من المتنمرات.

هناك مجهود واضح على الصعيد الفني والانتاجي، وشكّل الأمر مفاجأة لي، فقد كان عندي توجس من هذه الناحية. فالتجارب الكوميدية السابقة للمخرجة تيما الشوملي كانت متواضعة الانتاج والإمكانيات الفنية رغم متابعتها العالية من الجمهور، وهذا طبيعي كونها انتاجات بمواصفات اليوتيوب ومواقع التواصل. لكن هنا في مسلسل “مدرسة الروابي للبنات” بدت تيما متمكنة بشكل كبير من معظم أدواتها كمخرجة تخطو خطواتها الأولى خارج عالم السوشال.

ومن العناصر الملفتة في “الروابي” الممثلات الرئيسيات، فالكاستنغ أو الاختيار كان جيداً لما يتمتعن به من حضور على الشاشة، صحيح أن الخبرة تنقص الوجوه الثلاثة الجديدة (أندريا طايع،يارا مصطفى وسلسبيلا) لكن هناك ممثلات ثلاث لديهن خبرة سابقة في التمثيل (نور طاهر،جوانا عريضة، وراكين سعد) ساعد أداءهن في تحفيز المبتدئات درامياً. لكن شهدت بعض المشاهد ضعفا في الأداء عند البعض وسببه بنظري مشاكل في الكتابة وعدم وجود تحضير كافي للمشهد.

المسلسل بشكل عام أفضل من مسلسل جن على صعيد الفكرة وصياغتها الدرامية، لكن المشكلة هي في طول مدة المسلسل، مما سبب تراخي ولحظات يدخل فيها الملل ويتمطى. فهناك بعض المواقف وكأنها مكررة. وهناك التزام “تقليدي” بكتابة السيناريو كان يجب خرقه إخراجياً بوجود لقطات تمهيدية لحدث يمكن الاستغناء عنها دون أدنى تأثير سلبي، بل العكس كان الاستغناء سيشد الإيقاع.
ومن مشاكل الكتابة أنها بدت غربية الطابع أكثر منها أردنية الروح، فالتأثر أو الاقتباس واضح من أفلام ومسلسلات غربية عن التنمر أو تلك التي تدور احداثها بين طلاب المدارس، هناك محاولة واضحة عند كتاب السيناريو لإعطائها بُعد محلي،من الحلقة الثالثة حتى السادسة، لكن كانت تحتاج إلى جهد أفضل.
كتابة الشخصيات احتاج إلى تمهيد أفضل لخلفية أو حال بعض تصرفاتهن والتقلب في المواقف. ولم يكن هناك عناية جيدة بالشخصيات الجانبية، وخاصة شخصيات العائلات، مع وجود استثناءات.

موضوع التنمر والانتقام طرحته أفلام وإنتاجات كثيرة. ربما أول فيلم لافت ومهم كان “كاري” للمخرج برايان دي بالما (إنتاج ١٩٧٦). وهناك صلة بين شخصية البطلة في “كاري” وشخصية مريم في “الروابي” حيث الإصرار على الانتقام رغم اختلاف الحالة النفسية. وشخصية “كاري” بدأ مسار انتقامها من صدمة التنمر الجماعي عليها في غرفة تغيير الملابس، والأمر نفسه حصل مع مريم في هذا المسلسل. لا أدري إذا كانت تيما الشوملي قد استفادت من فيلم “كاري” كونه مرجعية في هذا النوع، فهذا التقاطع كان لافتاً بالنسبة لي.

التقييم: 6/10، لو كانت الحلقة الواحدة نصف ساعة، لكان هناك نسخة من المسلسل مشدودة أكثر مما شاهدناه. لكن يبقى هذا العمل جهداً يستحق التشجيع رغم بعض الضعف والمشاكل التي في ثناياه، ولا ننسى أنه عمل أول لصانعيه وبمواهب أردنية قامت بتنفيذه فنياً من تصوير ومونتاج وتصميم، في بلد تجربته في الدراما قليلة بل شحيحة أحيانا، مقارنة بجيرانه مصر،سوريا، لبنان وفلسطين.

خليل حنون