
عمل متميز على صعيد الدراما العربية من ناحية النوع أي “الرعب” ومن ناحية الانتاج وتصميمه بعناية واضحة مع اهتمام بالتفاصيل. الجيد أن هذا العمل يصبح أفضل وأكثر جذباً بانتقاله من حلقة لأخرى، رغم أن قسماً من أجواء الخوف المنسوجة وقوالبها قد مرّت على الكثيرين وشاهدوها في أفلام ومسلسلات أجنبية، لكن هنا خط الحكاية والشخصيات لهم بُعد مصري محلي استطاع إلى حد ما انتشال ما يجري على الشاشة من عيب النسخ أو التقليد المباشر عبر سعي واضح لتقديم مادة تحاكي كتابات الراحل أحمد خالد توفيق بأسلوب سمعي بصري مثير للانتباه.
هذه أول مرة أرى أحمد امين في دور بعيد عن النوع الكوميدي الذي اشتهر به. طبعاً في بداية الإعلان عن المسلسل تخوف البعض أو أصابته الريبة من هذا الاختيار. لكنه كان موفقاً ومساحة جديدة استعرض فيها أحمد أمين موهبته وإجادته للتنويع وللخروج من النمط المعتاد.

التصوير كان مشغولاً بحرفية لدرجة اعتقدت أن مدير التصوير أجنبي، على عادة بعض المسلسلات والأفلام العربية مؤخراً، لكني تفاجأت وسررت بوجود اسم مدير التصوير أحمد بشاري. وأيضاً الموسيقى من تأليف خالد الكمار ساهمت في بريق المسلسل وبدت أقوى من بعض المشاهد واكثر حضوراً من الحدث نفسه وخاصة في الحلقة الأولى.
مسلسل “ما وراء الطبيعة” تجربة إيجابياتها أكثر من عيوبها وهي تستحق الاكتشاف على أن تكون خطوة نحو المزيد في إنتاج وخوض غمار أنواع درامية غائبة أو ضئيلة الحضور في شاشتنا العربية.
ملاحظة: لم أقرأ روايات أحمد خالد توفيق رحمه الله حتى أجري مقارنة.أفضل الحلقات بالنسبة لي: النداهة والحلقة الأخيرة، هناك بعض المؤثرات فيها ضعف واضح.

خليل حنون