لماذا خسرت نتفليكس ؟

عند إعلان ترشيحات الغولدن غلوب ، التفت الجميع صوب نتفليكس معجباً بإنجازها، فقد حصلت على ٣٤ ترشيحاً وأقرب منافسيها حصل على ١٥. كانت التوقعات أن تخرج نتفليكس فائزة بربع هذه الترشيحات أو خمسة على الأقل، كيف لا وهي قدمت إنتاجات قوية سينمائياً وتلفزيونيا.

خرجت نتفليكس بالخيبة من حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب في دورته ألـ٧٧، فنصيبها كان جائزتين، أفضل ممثلة مساعدة للورا ديرن عن فيلم “قصة زواج”، وجائزة أفضل ممثلة درامية تلفزيونية لأوليفيا كولمان عن دورها في مسلسل “الملكة”. وجرى الحديث كثيرا على مواقع التواصل عن مؤامرة أو أن السبب هو عداء هوليوود لنتفليكس، لكن ما مدى دقة وصحة هذا الكلام؟

هذا الكلام ممكن لو كان الحفل هو حفل الأوسكار وليس الغولدن غلوب. لأن المصوتين على جائزة الغولدن هم صحافيون أجانب مقيمون في هوليوود وهؤلاء لا يعنيهم صراع النفوذ والمنافسة بين شركات هوليوود ونتفليكس، وإنما تعنيهم الإنتاجات نفسها والمعاملة الجيدة من الشركات، ونتفليكس تعاملهم بنفس معاملة منافساتها لا بل وأفضل. إذن لماذا فشلت وخرجت بالخيبة؟

نتفليكس هي من أسقطت نتفليكس. فعدد الترشيحات الكبير جعلها تتنافس مع نفسها في فئات كثيرة. ففئة أفضل فيلم درامي هناك ثلاث أفلام لنتفليكس تتنافس عليها. فإذا كان هناك أعضاء في الغولدن غلوب متحمسين لنتفليكس فأصواتهم توزعت بين إنتاجاتها وفقدت الزخم المطلوب لإيصال فيلم أو ممثل للفوز.

إذا ماذا عن الأوسكار وهل ستواجه نتفليكس مشاكل؟

أعتقد أن السلبية ضد نتفليكس تتراجع عاماً بعد عام، وستكون محصورة بالتنافس بينها وبين شركات هوليوود وبمجموعة من السينمائيين والممثلين . ويجب أن ننتبه إلى أن قسما كبيرا من العاملين في هوليوود بات يستفيد من وجود نتفليكس. فهي تعتبر للكثير من المخرجين متنفساً لتنفيذ أفلامهم التي ترفض هوليوود إنتاجها أو تضع شروط مزعجة عليها، وفيلم الإيرلندي أكبر مثال. ومن جانب آخر هناك كتاب سيناريو وممثلين وتقنيين أصبحت نتفليكس خبزهم اليومي ومصدر للترزق. وهؤلاء يصوتون على الجائزة الاكبر الأوسكار. ومن يدري فقد يكون حظ نتفليكس أفضل مع الأوسكار!

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s