واكين، كلينت وباتمان

قبل ثلاثية باتمان للمخرج “كريستوفر نولان” قامت شركة وارنر بتكليف المخرج “دارن أرنوفسكي” بإعادة إطلاق شخصية باتمان بعد فشل فيلم (باتمان وروبن)، عمل أرنوفسكي في البداية على اقتباس رواية فرانك ميلر The Dark Knight Returns واقترح كلينت إيستوود ليكون باتمان العجوز وأحداث الفيلم تدور في السبعينات والتصوير سيتم في شوارع مدينة طوكيو على أساس أنها غوثام. لكن شركة وارنر كانت تريد إعادة إطلاق لشخصية باتمان ورواية حكايتها من جديد وبأسلوب مختلف.

بعدها عمل أرنوفسكي على تحويل قصة Batman: Year One لفرانك ميلر مع تعديلات وإضافات كثيرة، فبروس واين يصبح فقيراً ويخسر الثروة بعد مقتل والده ووالدته، يعتني به “آل” أو (ألفرد) الذي يمتلك محل لتصليح السيارات، ويصمم له سيارة خاصة، أما أسلحة باتمان فمعظمها مواد كيماوية. وشخصية المفتش غوردون تعاني من مشاكل نفسية وتفكر بالإنتحار.

“كريستيان بايل” كان أول الممثلين المقترحين للدور، لكن أرنوفسكي رأى أن “واكين فينيكس” هو الأقرب لتنفيذ رؤيته. شركة وارنر أوقفت المشروع بعد أن خافت من سيناريو أرنوفسكي الذي كتبه بالتعاون مع فرانك ميلر، فالفيلم سوداوي بشكل كبير، لدرجة أن ميلر قال بأن شخصية باتمان في قصته لطيفة جداً مقارنة بما أصبحت عليه في السيناريو الذي صاغه مع أرنوفسكي. وبعد هذا إنتقل المشروع إلى “كريستوفر نولان” الذي عرف كيف يوازن بين الأمور.

لماذا خسرت نتفليكس ؟

عند إعلان ترشيحات الغولدن غلوب ، التفت الجميع صوب نتفليكس معجباً بإنجازها، فقد حصلت على ٣٤ ترشيحاً وأقرب منافسيها حصل على ١٥. كانت التوقعات أن تخرج نتفليكس فائزة بربع هذه الترشيحات أو خمسة على الأقل، كيف لا وهي قدمت إنتاجات قوية سينمائياً وتلفزيونيا.

خرجت نتفليكس بالخيبة من حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب في دورته ألـ٧٧، فنصيبها كان جائزتين، أفضل ممثلة مساعدة للورا ديرن عن فيلم “قصة زواج”، وجائزة أفضل ممثلة درامية تلفزيونية لأوليفيا كولمان عن دورها في مسلسل “الملكة”. وجرى الحديث كثيرا على مواقع التواصل عن مؤامرة أو أن السبب هو عداء هوليوود لنتفليكس، لكن ما مدى دقة وصحة هذا الكلام؟

هذا الكلام ممكن لو كان الحفل هو حفل الأوسكار وليس الغولدن غلوب. لأن المصوتين على جائزة الغولدن هم صحافيون أجانب مقيمون في هوليوود وهؤلاء لا يعنيهم صراع النفوذ والمنافسة بين شركات هوليوود ونتفليكس، وإنما تعنيهم الإنتاجات نفسها والمعاملة الجيدة من الشركات، ونتفليكس تعاملهم بنفس معاملة منافساتها لا بل وأفضل. إذن لماذا فشلت وخرجت بالخيبة؟

نتفليكس هي من أسقطت نتفليكس. فعدد الترشيحات الكبير جعلها تتنافس مع نفسها في فئات كثيرة. ففئة أفضل فيلم درامي هناك ثلاث أفلام لنتفليكس تتنافس عليها. فإذا كان هناك أعضاء في الغولدن غلوب متحمسين لنتفليكس فأصواتهم توزعت بين إنتاجاتها وفقدت الزخم المطلوب لإيصال فيلم أو ممثل للفوز.

إذا ماذا عن الأوسكار وهل ستواجه نتفليكس مشاكل؟

أعتقد أن السلبية ضد نتفليكس تتراجع عاماً بعد عام، وستكون محصورة بالتنافس بينها وبين شركات هوليوود وبمجموعة من السينمائيين والممثلين . ويجب أن ننتبه إلى أن قسما كبيرا من العاملين في هوليوود بات يستفيد من وجود نتفليكس. فهي تعتبر للكثير من المخرجين متنفساً لتنفيذ أفلامهم التي ترفض هوليوود إنتاجها أو تضع شروط مزعجة عليها، وفيلم الإيرلندي أكبر مثال. ومن جانب آخر هناك كتاب سيناريو وممثلين وتقنيين أصبحت نتفليكس خبزهم اليومي ومصدر للترزق. وهؤلاء يصوتون على الجائزة الاكبر الأوسكار. ومن يدري فقد يكون حظ نتفليكس أفضل مع الأوسكار!

مراجعة لفيلم Doctor Sleep

معضلة هذا الفيلم الجيد هو علاقته بفيلم The Shining رائعة المخرج ستانلي كوبريك. ومخرجه “مايك فلاناغان” وقع بين أمرين، إرضاء جمهور كوبريك من جهة، وإرضاء الكاتب ستيفن كينغ من جهة أخرى الذي يكره ما فعله كوبريك بروايته وكيف عالجها في فيلم The shining. علماً أن كينغ قام بتأليف رواية “دكتور سليب” لينسف ويغطي على ما فعله كوبريك بروايته الأولى.


كينغ وافق على مضض استخدام المخرج فلاناغان بعض المرجعيات البصرية والدرامية من النسخة المغضوبة. هذا الاستخدام كان غير موفق في بداية الفيلم وأظهر هشاشة في بناء وأجواء “دكتور سليب” فالمقارنة بين الفيلمين تحضر على الفور وهناك فرق واضح. لكن لاحقاً يتخلص الفيلم من حالة الهزال التي سببها لنفسه، ويبدأ بالتمهيد لشخصياته (ببطء أحياناً) وبناء حالته الدرامية الخاصة، وبقي أميناً لفلسفة الرعب القائمة على التوقع والإحساس وليس على الرعب المجاني المعروف بال Jump scares. مع وصول أحداث الفيلم إلى فندق “أوفرلوك” بدت مرجعيات وأجواء فيلم The shining منصهرة في نسيج “دكتور سليب” ولا تعمل ضده بل لصالحه، وما كان هزالاً في البداية بدا أكثر تماسكاً ونضجاً في صياغة الأجواء وتصاعد التوتر وحبس الأنفاس.
أشرار الفيلم وفي مقدمتهم الرائعة ريبيكا فيرغسون كانوا عصب الفيلم ومصدر الخطر الدائم، وشخصياتهم أبرز حضورا من غيرها.

التقييم النهائي: لولا دقائق في بداية الفيلم لحاز على 7\10

خليل حنون